تسليح أوكرانيا ضد روسيا.. 3 أهداف "تستحق المخاطرة"
تنقل الولايات المتحدة ودول الغرب الأخرى المساعدات العسكرية، بضمنها أسلحة فتاكة، إلى أوكرانيا لمساعدة كييف على التصدي للغزو الروسي الذي يستمر منذ أكثر من أسبوعين، بدون إشارات على قرب الوصول لحل.
وتقول مجلة Foreign Affairs الأميركية إن تسليح أوكرانيا "يحقق 3 أهداف" و"يستحق المخاطرة"، لكن هذه الخطوة تثير تساؤلات مهمة بشأن خطر التصعيد مع موسكو، حيث تهدف الأسلحة في النهاية إلى "قتل عسكريين روس" مشتركين في المهام القتالية في أوكرانيا.
وتضيف المجلة أن "رفض مبادرات مثل تزويد أوكرانيا بطائرات بولندية عبر قاعدة أميركية يعني أن الناتو يفكر فعلا بمخاطر التصعيد العسكري مع موسكو" التي تمتلك قوات نووية وتقليدية هائلة".
وبعد يومين فقط من بدء الغزو الروسي، أعلنت الولايات المتحدة تقديم 350 مليون دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، لتبلغ المساعدات – في ذلك الوقت – مليار دولار في عام واحد، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
ونقلت الولايات المتحدة بعدها كميات كبيرة أخرى من المساعدات، شملت صواريخ "ستينغر" المضادة للدروع.
كما نقلت ألمانيا 1500 قطعة سلاح مضادة للدبابات والطائرات من صناعتها إلى كييف.
وفعلت مثلها دول أوروبية عدة.
وتقول المجلة إن عمليات نقل الأسلحة لا تورط عادة الموردين في الحرب، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن عمليات نقل الأسلحة وحدها نادرا ما تكون حاسمة في الحرب، كما أنها لا تستطيع أن تضمن انتصارا حاسما لأوكرانيا ضد روسيا.
مع هذا فإن نقل الأسلحة يمثل وسيلة مهمة للولايات المتحدة وحلفائها للمساهمة في الدفاع عن أوكرانيا، ورفع تكلفة العدوان الروسي من دون الاشتباك مع روسيا مباشرة، وإعطاء أوكرانيا فرصة لصد القوات الروسية دون تحمل الناتو للمخاطر.
لا توجد "سياسة آمنة"وتقول المجلة إن الحديث عن سياسات آمنة لم يعد متاحا بعد الغزو، حيث رفع قرار بوتين العسكري المخاطر الأمنية بالنسبة للجميع بما فيها روسيا.
وفي الوقت الراهن، تقول المجلة، قد تكون عمليات نقل الأسلحة هي الأقل خطورة من قائمة الخيارات الخطيرة.
وفيما مورست عمليات التسليح للأطراف المتحاربة بكثافة نسبية منذ الحرب العالمية الثانية، بدون مخاطر الانجرار إلى النزاع تقريبا، فإن سياسات أخرى مثل إنشاء ملاذات آمنة في دول أخرى، لحماية وتأمين قاعدة انطلاق للمقاتلين هي سياسات أخطر، ويمكن أن يؤدي هذا التكتيك إلى الانتقام من بلدان الملاذ الآمن، وفق المجلة.
وتقول المجلة إن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا يمكن أن يحقق ثلاثة أهداف هامة. أولها، إنه يمنح أوكرانيا فرصة لاستغلال الأخطاء الروسية وزيادة تعطيل هجوم موسكو.
مضيفة أنه حتى الآن، كانت الكفاءة العسكرية الروسية في أوكرانيا ضعيفة بشكل صادم، حيث أن الحرب الحديثة معقدة للغاية، وحتى الآن لم تظهر روسيا أي دليل على أنها قادرة على التعامل مع هذا التعقيد لاستغلال مزاياها المادية والبشرية الهائلة.
أما ثاني تلك الأهداف، بحسب المجلة، هو إنه إذا تكيفت روسيا وحسنت أداءها، فمن المرجح أن تطيح بالنظام القائم في كييف بغض النظر عن مقدار الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا، لكن عمليات نقل الأسلحة يمكن أن تجعل الغزو الروسي أكثر تكلفة، وربما لا يطاق.
وتضيف أن النجاح الروسي الرخيص في أوكرانيا يمكن أن يبدو لبوتين وكأنه المغامرة العسكرية الرابعة الناجحة على التوالي، بعد غزوه لجورجيا في عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، والتدخل الروسي في سوريا في عام 2015.
وتؤكد أنه "إذا كان الأمر كذلك، فإن ردع بوتين عن استهداف الدول المجاورة الأخرى مثل بولندا أو دول البلطيق قد يكون أكثر صعوبة. وكلما كان الدفاع الأوكراني أكثر فتكا، زاد احتمال قدرة الغرب على ردع بوتين عن المزيد من العدوان العسكري".
أما الهدف الثالث فهو إنه إذا سقطت كييف وطرد الجيش الأوكراني من الميدان، فإن عمليات نقل الأسلحة ستظل مفيدة، حيث أنها يمكن أن تسهل التمرد لتحدي الهيمنة الروسية على البلاد وإعطاء الأوكرانيين فرصة للإطاحة بالقوة القائمة بالاحتلال واستعادة الحكم الذاتي.
وتقول المجلة أن معظم الأسلحة التي يتم إرسالها الآن هي بالضبط أنواع الأسلحة اللازمة لمثل هذا النوع من القتال من الذخيرة والأنظمة المحمولة باليد أو المحمولة أو المحمولة على الكتف المضادة للدبابات والمضادة للطائرات.
وتؤكد أن عمليات نقل الأسلحة الآن هي استثمار في مقاومة مناهضة لروسيا في وقت لاحق، حتى لو سحقت روسيا الجيش النظامي الأوكراني.