إسرائيل تقصف ضاحية بيروت الجنوبية.. ولبنان يحذر من تقويض استقرار المنطقة
أفراد الطوارئ في لبنان يعملون بموقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. 27 أبريل 2025 - REUTERS
استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في منطقة "الحدث" بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فيما دعا لبنان الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل إلى إجبار تل أبيب على التوقف فوراً عن اعتداءاتها، محذراً من "تقويض استقرار المنطقة".
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام"، أن 3 صواريخ استهدفت المنطقة التي أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بإخلائها، ما أدى إلى تدمير أحد المستودعات "هانجر"، وتسببت بتضرر عدد من المباني والسيارات، في حين بيّنت وسائل إعلام، أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وأضافت الوكالة أن الغارة جاءت بعد 3 غارات تحذيرية شنتها مسيرات إسرائيلية كانت تحلق فوق سماء الضاحية.
وفي وقت سابق الأحد، ذكرت الوكالة أن "حي الجاموس بمنطقة الحدث شهد حركة نزوح كبيرة للسكان إثر التهديد الذي أطلقه أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي".
وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان صحافي، أن الغارة "دمرت بنى تحتية تابعة لجماعة حزب الله في الضاحية الجنوبية ببيروت تستخدم لتخزين صواريخ دقيقة التوجيه".
في الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة حاولت اختراق المجال الجوي الإسرائيلي من جهة الشرق.
ودعت المنسقة الأممية في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، جميع الأطراف على عدم تقويض اتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، مشيرة إلى أن "الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أثارت الذعر من تجدد العنف".
"اعتداءات مرفوضة"
وأدان الرئيس اللبناني جوزاف عون، الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال إن "الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سيادة لبنان وسلامة أراضيه مرفوضة تحت أي ذريعة".
ودعا عون في بيان نشرته الرئاسة اللبنانية، الولايات المتحدة وفرنسا إلى تحمل مسؤولياتهما كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، وأن "يجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداتها".
وأضاف: "إن استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
كما طالب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، في بيان صحافي، الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.
وأكد سلام أن لبنان يلتزم ببنود القرار 1701 كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية، مضيفاً أن "الجيش اللبناني يواصل عمله ويوسع انتشاره في الجنوب كما في سائر الأراضي اللبنانية لبسط سلطة الدولة، وحصر السلاح بيدها وحدها".
كما أدانت وزارة الخارجية اللبنانية "الاعتداء الإسرائيلي على منطقة مكتظة بالسكان في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وما تسبب به من حالات هلع لدى المدنيين إضافة الى الأضرار المادية".
ودعت الوزارة في بيان، الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية للضغط على اسرائيل لـ"وقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الأمن 1701 والالتزامات المتعلقة بترتيبات الأمن كونها تُقوّض السلم والأمن الإقليميين، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية".
وأعلنت الوزارة أنها ستواصل اتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لوضع حد لهذه الانتهاكات، وانسحاب اسرائيل من كافة المناطق والنقاط اللبنانية التي ما زالت تحتلها، مع تشديد لبنان على التزامه بقرارات الشرعية الدولية، لاسيما القرار 1701.
وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق في لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، وتتهم "حزب الله" بانتهاك الاتفاق المبرم في نوفمبر الماضي.
ويتهم "حزب الله" بدوره إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يرد على الضربات الإسرائيلية.
واحتفظ الجيش الإسرائيلي بقوات في 5 مواقع بجنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق لانسحابه من الأراضي اللبنانية.