ناشطون يتحدثون عن أهم إنجازات الوحدة اليمنية ويوجهون رسائل مهمة

يتجدد الحديث عن الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة الوحدة اليمنية منذ الثاني والعشرين من مايو 1990، حيث مثلت إنجازاً تاريخياً للشعب اليمني، بعد عقود من التطلعات والجهود المضنية.

جاءت الوحدة تتويجاً لمسار طويل من المفاوضات والاتفاقيات بين شطري اليمن، الشمالي والجنوبي، تجسيداً لطموحات الشعب اليمني في دولة موحدة.

وأكدت القرارات الدولية والمحلية على وحدة اليمن، وحظيت الوحدة اليمنية بدعم وتأييد كبيرين من المجتمع الدولي، تمثل في العديد من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والتي تشدد على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتحرم أي محاولة للانفصال أو المساس بالوحدة الوطنية.

وأكدت العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، على غرار مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، أهمية الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره.

وفي العيد الـ35 للجمهورية اليمنية وجه ناشطون ومراقبون سياسيون رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أجمعوا فيها على أن الوحدة شكلت منعطفًا تاريخيًا عزز الهوية الوطنية وفتح آفاقًا جديدة للتنمية، رغم ما تعانيه البلاد اليوم من أزمات.

وبينوا أن يوم الوحدة كان يوماً استثنائياً في تاريخ اليمن، حيث تم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ولهذا فإنه تاريخ يستحق الاحتفال فيه، فهو يوم يحمل في تفاصيله الكثير من الأمنيات وسيبقى محفوراً في ذاكرة اليمنيين إلى الأبد.

وذكر الناشطون، بأن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية كان ولا يزال عملا عظيما يستحق الاحتفاء والتقديس الوطني؛ لكن الاعتراف بعظمة المنجز لا يكتمل دون الاعتراف بعظمة من أنجزه، لذا علينا أن نكون أكثر إنصافا في قراءة التاريخ وأكثر نضجا في فهم الشخصيات الكبرى التي شكلت واقعنا.

وتابعوا: "الأعمال العظيمة لا تُخلق من الفراغ بل تصنعها عقول وهمم استثنائية تتحمل المشقة وتتجاوز العقبات وتترك بصمة لا يمكن تجاوزها، موضحين بأنها"مفارقة غريبة أن نمجد منجزا ونُقصي من أنجزه، ونحتفي بذكرى مشروع حضاري شهد تحولا اقتصاديا وثقافيا وسياسيا فارقا، وفي نفس الوقت نُدين الشخص أو الأشخاص الذين ناضلوا لتحقيقه".

وأضافوا انه "في مثل هذا اليوم العظيم، يوم الثاني والعشرين من مايو، كنا نحتفل بذكرى تجسيد حلم طال انتظاره، حلم الوحدة اليمنية المباركة التي جمعت الشطرين في جسد واحد، لترسم لوحة فخر واعتزاز لشعب عظيم يؤمن بوحدة ترابه ومصيره".

مشددين على أنها مناسبة نستذكر فيها بكل إجلال وتقدير جهود القائد الرمز الرئيس علي عبدالله صالح، الذي سعى بكل إخلاص وتفانٍ لتوحيد اليمن من شماله إلى جنوبه، ليجسد رؤية وطنية راسخة في بناء دولة قوية موحدة، وينقل اليمن إلى عهد جديد من التنمية والازدهار، ولقد كان علي عبدالله صالح مهندس الوحدة، وحاميها، وظل يؤمن بأن قوة اليمن تكمن في وحدته.

وقال الناشطون، إنه "في هذه الذكرى العطرة، وعلى الرغم من كل التحديات والمؤامرات التي تسعى لتمزيق هذه الوحدة المقدسة، نؤكد أن الوحدة اليمنية هي خيار الشعب الذي لا رجعة فيه، وهي صمام الأمان لليمن ومستقبله، فليعلم الحاقدون والمتربصون أن الشعب اليمني الأبي، بوحدته وتلاحمه، سيتجاوز كل المحن، وسيحافظ على هذه الوحدة التي دفع من أجلها الأثمان الغالية".

ولفتوا إلى أن الوحدة اليمنية المباركة تحققت في 22 مايو 1990، عندما توحد شطرا اليمن الشمالي والجنوبي في دولة واحدة بقيادة الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، الذي قاد هذا المشروع الوطني التاريخي بإرادة قوية وعزيمة صلبة، مشيرين إلى أن الوحدة كانت حلمًا يراود الأجيال اليمنية، وبارقة أمل لبناء يمن جديد موحد، قوي، ومستقر، ينهض بشعبه نحو التنمية والعدالة".

وقالوا: "غير أن هذه الوحدة التي رويت بدماء الأحرار، لم تسلم من محاولات الهدم، حيث تعرضت منذ 2014 لخطر حقيقي تمثّل في انقلاب مليشيات الحوثي الكهنوتية المدعومة من إيران، والتي مزقت النسيج الوطني، واستهدفت مؤسسات الدولة، وأدخلت البلاد في دوامة حرب وصراعات، موضحين أن الحوثيين لا يؤمنون بفكرة الدولة ولا بمبادئ الوحدة، بل يسعون لإعادة اليمن إلى عهد الإمامة الظلامي الطائفي، وهو ما يتنافى تمامًا مع روح الوحدة والجمهورية".

ورأى الناشطون، بأن الشعب اليمني يقف أمام مسؤولية تاريخية في الحفاظ على منجز الوحدة والدفاع عن الجمهورية، واستعادة الدولة من أيدي المليشيات التي لا تجلب سوى الخراب والشتات، فالوحدة لم تكن يومًا مشروع سلطة، بل مشروع وطن وهوية، وعلى الجميع أن يعي أن تماسك اليمن هو السبيل الوحيد للنجاة والخلاص.

ومن أهم الرسائل التي وجهها الناشطون في العيد ال35 للجمهورية اليمنية، أن "الوحدة اليمنية جاءت للتأكيد على وحدة النسيج الاجتماعي للشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، تأكيد على واحدية الأرض والتاريخ والثقافة والخصائص الإنسانية والسكانية التي تشكل معاً الوعاء الجامع لليمنيين".

كما أن "الوحدة اليمنية الخالدة كانت وستظل منجزاً تاريخياً عظيماً ومصدر فخر واعتزاز وطني، لم تكن وليدة صدفة، بل ثمرة نضالات وطنية طويلة خاضها الأحرار في مختلف ربوع اليمن، من أجل حلمٍ سامٍ، وهو إزالة آثار التشطير الذي فرضه الاحتلال الأجنبي بالقوة والمال وبالتعاون مع الحكم الإمامي الكهنوتي. وأن "على الجميع أن يعرف أن توحيد جهود ورؤى كافة مكونات الشرعية في هذه المرحلة ضرورة وطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي ومفتاح لحل كافة القضايا بالطرق السلمية والديمقراطية بما فيها القضية الجنوبية، وأن الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة بين كافة المكونات والقوى السياسية كانت ولا تزال أهم ضمانات الاستقرار والتنمية وتعزيز الوحدة الوطنية.