بلومبرغ: روسيا لا تعتزم تقديم أي دعم دفاعي لإيران في حربها ضد إسرائيل
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان يحضران حفل توقيع عدة اتفاقيات في موسكو. 17 يناير 2025 - REUTERS
أفادت "بلومبرغ"، نقلاً مصدر مطلع على مواقف الكرملين، الثلاثاء، بأن إيران لم تطلب المساعدة من روسيا في حربها ضد إسرائيل، فيما لا تعتزم موسكو تقديم أي دعم دفاعي لطهران، وسط تصاعد المخاوف من دخول المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.
وأشار المصدر إلى أنه "لا أحد قادر على إيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مواصلة القصف"، وأن روسيا "لن تتمكن من لعب دور الوسيط لوقف الصراع، إذا كان الهدف هو تغيير النظام الإيراني".
وتراقب روسيا قصف إسرائيل لإيران بقلق متزايد على مصير حليفتها، رغم إدراك الكرملين أن لديه أدوات محدودة للتأثير على الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، بحسب "بلومبرغ".
وقال فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، وهو مركز أبحاث يقدم المشورة للكرملين: "في الوقت الحالي، لا يبدو أن الوساطة مرجحة". وأضاف: "إذا بدأ مسار دبلوماسي خلف الكواليس، فمن المرجح أن تلعب روسيا دوراً بين إيران والولايات المتحدة، إذ لا يبدو أن لإسرائيل مصلحة في التفاوض".
وعززت روسيا علاقاتها مع إيران منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، مما أدى إلى أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكانت روسيا، التي بنت محطة بوشهر النووية في إيران، قد شاركت في المفاوضات الدولية التي أدت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، إذ تضمن فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من الاتفاق عام 2018.
وعرض بوتين التوسط لحل الصراع بين إسرائيل وإيران خلال اتصال هاتفي استمر نحو ساعة مع ترمب، السبت الماضي، حذر خلاله من "عواقب لا يمكن التنبؤ بها" على كامل الشرق الأوسط بسبب الأزمة.
تصعيد متسارع
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، الثلاثاء، إن "الوضع يتجه حالياً نحو تصعيد متسارع للغاية"، لافتاً إلى أنه "في الوقت الراهن، نرى عدم رغبة، على الأقل من جانب إسرائيل، في الدخول في مسار تسوية سلمي".
وكان الرئيس الروسي، الذي أجرى اتصالات مع نتنياهو والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، اقترح نقل مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب، قبل أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية إلى وقف المفاوضات الأميركية-الإيرانية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
ويرى سيرجي ماركوف، المستشار السياسي المقرب من الكرملين، أن "خطة سلام مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة ممكنة، وقد تعزز مكانة روسيا العالمية، وتشكل أساساً للنظر في رفع العقوبات الأميركية على روسيا".
ووفق "بلومبرغ"، فإن أي اتفاق من هذا النوع سيعزز العلاقات بين بوتين وترمب، في وقت تبتعد فيه واشنطن بشكل متزايد عن الجهود الرامية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.