مراقبون: 17 يوليو محطة بارزة في تاريخ اليمن

يجمع مراقبون سياسيون، بأن 17 يوليو يعد محطة بارزة في تاريخ اليمن، ويوماً وطنياً بامتياز، حيث ارتبط بالتحول من الحكم الفردي إلى مرحلة العمل المؤسسي والتجربة الديمقراطية الناشئة.

وقالوا في أحاديث متفرقة مع وكالة خبر، إن 17 يوليو هو يوم الديمقراطية في اليمن.. ففي مثل هذا اليوم من عام 1978، تولّى الرئيس علي عبدالله صالح قيادة الجمهورية اليمنية، ليبدأ فصلًا جديدًا من تاريخ البلاد السياسي، عُرف لاحقًا بـ"يوم الديمقراطية".

وبينوا بأن هذا اليوم شكل نقطة تحول في مسار اليمن، حيث شهدت البلاد في عهده خطوات نحو التعددية الحزبية والانفتاح السياسي، وتوّج ذلك بإعلان الوحدة عام 1990، ثم تنظيم أول انتخابات برلمانية عام 1993، وأول انتخابات رئاسية مباشرة عام 1999.

وتابعوا: "في مثل هذا اليوم من عام 1978م، خرج اليمن من نفق الصراعات والضياع، وبدأت مسيرته نحو الجمهورية الحقيقية، والديمقراطية والتنمية، حيث حمل القائد الشهيد علي عبدالله صالح روحه على كفه، وتقدّم لينقذ اليمن لا ليحكمه، وليبني دولة لا مشروعاً شخصياً، ومن ذلك اليوم، بدأت قصة وطن يتلمّس طريقه نحو السيادة، والمؤسسات، والتعدد، والتعايش، والتنمية المتوازنة.

 

وطني بامتياز

‏ وأوضح المراقبون، بأن هذا اليوم ليس مناسبة حزبية، بل يوم وطني بامتياز، خط فيه اليمن أولى خطواته نحو الدستور، والانتخابات، والحوار، والحل السلمي، وتوسيع قاعدة المشاركة في القرار.

وأضافوا: "في مثل هذا اليوم 17 من يوليو للعام 1978م  اعتلى سدة الحكم في اليمن الرئيس علي عبدالله صالح ليتمكن بعدها في بضع سنين من تثبيت الأمن وترسيخ مداميك الدولة وفرض النظام والقانون، وتأسيس جيش وطني قوي وبناء المدارس والجامعات والمعاهد التقنية، وأوصل اليمن إلى دولة محترمة من الجميع، تمتلك جيشا وطنيا قويا ونظاما ديمقراطيا حديثا ووحيدا على مستوى المنطقة.. بنى البنية التحتية لجميع الخدمات الأساسية، وعمل تنمية صناعية وتجارية.

وقالوا، إنه في مثل هذا اليوم، لم يكن اليمن على موعدٍ مع زعيمٍ عادي، بل مع رجلٍ حمل كفنه في يده، ووضع روحه على كفّه، واختار أن يصنع من النار سلامًا، ومن الفوضى دولة، ومن الركام وطنًا، كما أنه لم يأتِ طامعًا في سلطة، بل منقذًا في زمنٍ عزّ فيه المنقذون، ورجلاً وقف حين انحنى الآخرون، وأبى أن يسقط علم الجمهورية في خضمّ الاغتيالات والمؤامرات والانقلاب، حين تراجع الجميع أمام نار الوطن المشتعلة، تقدم هو بثبات، متحديًا المصير، قائلاً: "إما أن نُعيد لهذا الوطن كرامته... أو نموت دونه."

وأشاروا إلى أنه "في 17 يوليو، وُلدت مرحلة جديدة في تاريخ اليمن، مرحلة كتبت بدماء الشهداء، وعرق الرجال، وإرادة قائدٍ آمن باليمن من أقصاه إلى أقصاه، مرحلة بناء المؤسسات، وإرساء دعائم الجمهورية، والديمقراطية، والوحدة، والتنمية.

وتابعوا: نقولها للتاريخ، 17 يوليو لم يكن يومًا عابرًا، بل ميلاد أمة نهضت من تحت الرماد، بصبر رجالها، وإيمان زعيمها، موضحين بأن الجميع سيبقون على العهد والوفاء لمسيرة العطاء التي بدأت في ذلك اليوم، وباقين على العهد لقائد تلك المسيرة الوطنية والديمقراطية والبناء والوحدة والتنمية والحرية والعيش الكريم والسيادة والاستقلال، رافضين كل المشاريع الصغيرة التي تنخر في جسد الأمة اليمنية.

وذكر المراقبون، بأن الزعيم علي عبدالله صالح عقب توليه السلطة في 17 يوليو حقق تقدما نوعيا والكثير من الانجازات في كافة مناحي الحياة التنموية والثقافية والسياسية وحرصه على مبادئ الشورى وإرساء دعائم الديمقراطية والتعددية السياسية، كما أنه في مثل هذا اليوم سُطر حدث مفصلي في تاريخ اليمن الحديث، لا يخص شخص الرئيس الراحل علي عبدالله صالح فحسب، بل يعكس محطة فارقة في مسيرة وطن بأكمله.

ولفتوا إلى أن اليمن دخل بعد ذلك اليوم في مرحلة التعايش الوطني والشراكة الحقيقية والتنمية، وامتدت لأكثر من ثلاثة عقود من الاستقرار، تخللتها واحدة من أعظم المنجزات في التاريخ اليمني الحديث، إعادة توحيد الوطن بعد أن كان ممزقاً إلى شطرين، في خطوة بدت مستحيلة في حينها، لكنها تحققت بإرادة وطنية خالصة.