بعد عملية "حسم".. الأمن المصري يستعد لمنع "عودة التنظيمات"

بعد إعلان وزارة الداخلية المصرية تصفية عنصرين ينتميان إلى ما تعرف بحركة "حسم"، ومقتل مواطن تواجد في مكان الاشتباك، تثار التساؤلات حول إمكانية عودة هذه التنظيمات من جديد. 

وكانت عناصر حركة حسم قد بادرت بإطلاق النار عشوائيا مع اقتراب قوات الأمن من مكان اختبائهم في منطقة بولاق الدكرور بالقاهرة، يوم الأحد، تلى ذلك اشتباكات أسفرت عن مصرع العنصرين، وإصابة ضابط شرطة، ومقتل مهندس تصادف وجوده في المنطقة.

وجاءت العملية الأمنية بعد نحو أسبوعين من ظهور إصدار دعائي لحركة "حسم"، تضمن مشاهد لتدريبات عسكرية على الرشاشات والقذائف، مع تهديدات باستهداف السجون لإطلاق سراح محكومين من جماعة الإخوان التي تصنفها القاهرة إرهابية.

وكشف مصدر أمني في وزارة الداخلية، في تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، تفاصيل العملية الأمنية التي استهدفت عناصر حسم، موضحا أن جهاز الأمن الوطني حصل على معلومات بشأن وجود خطط لارتكاب عمليات عدائية ضد منشآت أمنية واقتصادية داخل مصر.

وبحسب المصدر، فإن "قيادات الحركة الهاربين في الخارج، تمكنوا من تهريب بعض العناصر إلى داخل البلاد، بعد تلقيهم تدريبات عسكرية متقدمة، لتنفيذ المخطط، ما دعا الأجهزة الأمنية إلى تكثيف جهودها لكشف أماكن اختباء هذه العناصر داخل مصر".

وتمكن جهاز الأمن الوطني من رصد تسلل أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم، وهو أحد المتهمين بمحاولة استهداف الطائرة الرئاسية في عام 2016، بالإضافة إلى إيهاب عبد اللطيف، المتهم بقضايا مماثلة.

وأوضح المصدر الأمني أن "وزارة الداخلية أعلنت أسماء المتورطين في دعم وتدريب وتجهيز العناصر الإرهابية، من منطلق مبدأ الشفافية وإطلاع الرأي العام المصري على مستجدات الأوضاع الأمنية أولا بأول".

ولفت إلى أن "عددا كبيرا من هذه العناصر متورط بالفعل في أعمال إرهابية ومعظمهم صدرت ضدهم أحكام بالسجن المؤبد في قضايا، إلا أنهم تمكنوا من الهرب من البلاد قبل القبض عليهم لتنفيذ هذه الأحكام القضائية الباتة".

وأضاف: "الأجهزة الأمنية المصرية يقظة تماما، ومستعدة للتعامل مع أي مستجدات، كما أنها تتابع الأوضاع في الداخل والخارج عن كثب، وقادرة على كشف أي مخططات تستهدف الأمن الداخلي، والضرب بيد من حديد على أيدي الإرهابيين وداعميهم بالداخل والخارج"، مؤكدا أن "الفيديو الدعائي لحركة حسم يدل على ضعف الحركة".

بدوره، قال المهندس عبدالخالق موسى، أحد سكان منطقة المداهمة الأمنية، وجار المهندس مصطفى عفيفي بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، إن المنطقة بأكملها استيقظت فجرا على صوت إطلاق النار، وانتابتهم حالة من الفزع، لكن القوات الأمنية طمأنت الجميع وطالبتهم بالاختباء.

وأشار، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن أهالي المنطقة اعتادوا على مشاهدة هؤلاء الأشخاص، ولكن لم يعرف أحد بشأن نشاطهم الإرهابي، إذ كانوا يسكنون بجوارهم ولكن لا توجد أي معلومات عنهم.

وأوضح أن منطقة فيصل يسكنها الكثير من الغرباء، سواء من المدن والقرى القريبة، أو القادمين من محافظات الصعيد، وصولا إلى القادمين من دول الجوار مثل سوريا والسودان واليمن وغيرها، لذلك من المعتاد رؤية وجوه غريبة طوال الوقت، دون أن يثير ذلك الشكوك.

وعن جاره، قال إن "المهندس مصطفى عفيفي كان خلوقا، ويجهز لحفل زفافه بعد شهر من الآن، وسبب خروجه في ذلك الوقت هو أنه اعتاد صلاة الفجر حاضرا بالمسجد"، لافتا إلى تقدير أهالي فيصل لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بضم أسرته لأسر الشهداء المكرمين.

 

من جانبه، قال الخبير الأمني العميد أحمد عبدالله، إن محاولة حركة حسم لإعادة نشاطها في مصر كانت فاشلة، تماما مثلما فشلت محاولاتهم السابقة قبل الهروب خارج البلاد لاغتيال مفتي الجمهورية السابق الشيخ علي جمعة، وعدد من الشخصيات البارزة في الدولة.

وتابع، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهازي الأمن الوطني والأمن العام، يرصدان بشكل دقيق كل تحركات وخطط الجماعات الإرهابية منذ سنوات طويلة، لذلك تم الكشف فورا عن أماكن اختباء العناصر قبل ارتكابها أي جرائم".

كما أكد أن "المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدا من الضربات الأمنية الناجحة، خاصة وأن مصر مستعدة أمنيا لمواجهة أي محاولات لعودة التنظيمات الإرهابية والتصدي لأي أنشطة من هذا النوع على أراضيها، لا سيما أن بيان وزارة الداخلية لم يعلن عن أسماء الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم فحسب، وإنما أعلن أيضا عن أسماء الممولين والداعمين والمحركين والمخططين والمؤسسين لهذا التنظيم الضعيف".

وشدد على أن "التعاون بين قوات الأمن والمواطنين لن يدع مجالا للتحركات المشبوهة، خاصة في ظل يقظة أجهزة الأمن ومتابعتها وملاحقتها للإرهابيين".